Sunday, January 13, 2008

سياسي هولندي متطرف يقرر عرض فيلم يسيء للقرآن الكريم

محيط - وكالات

الزعيم اليميني الهولندي جيريت فيلدرز

في حلقة جديدة من مسلسل العنصرية المتنامية في الدول الأوروبية ضد الإسلام والمسلمين، فشلت الحكومة الهولندية في إقناع زعيم حزب الحرية المتطرف جيريت فيلدرز بالتراجع عن عزمه عرض فيلم مسيء لمشاعر المسلمين عن القرآن الكريم الذي يصفه بالكتاب الفاشي والمرعب.

وكان فيلدرز شبه في تصريحات سابقة له القرآن الكريم بـ"كتاب كفاحي فاشي" لهتلر، وذكر أن الأجدر بالمسلمين أن يتخلوا عنه، أو يحذفوا كل الآيات التي تحض على القتل والكراهية، "حتى يصبح كتيباً يشبه إلى حد ما قصص الأطفال"، على حد ما ورد في افتراءات هذا المتطرف الهولندي.

ويقول مراقبون إن الفيلم الذي ينتجه فيلدرز، سيكون تكملة لفيلم "الخضوع" الذي أخرجه المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان خوخ ، والذي وردت فيه مشاهد أجساد نساء عاريات، كتبت عليها آيات قرآنية، وبعد عرضه في التلفزيون بثلاثة أشهر استطاع شاب مغربي يدعى محمد بوييري أن يقتله، وحكم على بوييري بالسجن المؤبد، لكنه تقبل الحكم بهدوء لأنه جاء نتيجة دفاعه عن الإسلام.

ونعود لقضية المتطرف فيلدرز، حيث قالت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا إنها قررت استدعاء رؤساء الجمعيات والمنظمات ولجان المساجد المغربية وفعاليات سياسية وثقافية وإعلامية مغربية للاجتماع يوم 20 الشهر الحالي للنظر في التدابير التي يمكن اتخاذها لتفادي اندلاع حرب أهلية جديدة بين المغاربة والمسلمين من جهة والهولنديين من جهة أخرى بسبب قرار فيلدرز

وقال جمال الدين العارف العضو المسؤول في اللجنة المذكورة في تصريح لجريدة "الخليج" الاماراتية، إنه يهيب بمنظمات حقوق الإنسان المغربية والعربية والنادي الدبلوماسي العربي في لاهاي ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتحرك من اجل الضغط على الحكومة الهولندية، لإجبار فيلدرز على التراجع عن قراره، وأوضح أن هذه المبادرة جاءت للحيلولة من دون وقوع ردود أفعال غير مسؤولة قد تضر بالجالية المغربية والمسلمة في هولندا.

وأضاف أن اللجنة أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق المغاربة وهي مستعدة لمواجهة اطروحات اليمين المتطرف الاستفزازية، والتي سيكون لها انعكاسات سلبية على الجالية المغربية والمسلمة وعلى المصالح الهولندية في الخارج.

ونظراً لأن الدستور الهولندي يعتبر حرية التعبير مقدسة، عجزت الحكومة الهولندية عن إقناعه بالتراجع في محاولات سابقة، كما أن أغلبية الشعب الهولندي ترفض عرض الفيلم، وترى أن نتائجه ستكون كارثية على المجتمع الهولندي والمصالح الهولندية في الخارج.

وترى اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة التي تضم شخصيات مغربية مهمة على الساحة الهولندية أن مثل هذه الاستفزازات لا تخدم السلم والتعايش، وإنما تغذي نيران التطرف لدى المتعصبين بالدين، واليمينيين الهولنديين الجدد.

يذكر ان عددا من الدول الاوروبية شهد خلال العام الماضي حملة عنصرية شرسة ضد الإسلام والمسلمين، روج لها عدد من المنظمات والهيئات المعادية للإسلام ووصل الأمر ببعضها إلى المطالبة بتصريح رسمي للتظاهر ضد ما يعتبرونه "الخطر الاسلامي" في أوروبا، داعين إلى طرد المسلمين ايا كانت جنسياتهم من القارة العجوز.

تصريحات المتطرف فيلدرز

دأب زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز على مهاجمة الإسلام والمسلمين، حيق قال في تصريحات نشرت له مؤخرا: إن "الإسلام لا يستحق الاحترام، بل تجب محاربته بوصفه إيديولوجية فاشية غير متسامحة"، على حد زعمه، منتقدا البيان الذي يدعو إلى احترام المسلمين والتسامح معهم، الذي وقعه عدد من الشخصيات الهولندية البارزة، ونشر الاسبوع الماضي في صحيفة (تليخراف) الهولندية، واصفا إياه بـ "عمل حمقى سذج"، كما انتقد غير المسلمين الذين يتعاطفون مع المسلمين ويقدمون مصالحهم.

كما لم يسلم النبي عليه السلام من لسان هذا السياسي الهولندي الموتور، حيث وصفه عليه السلام بـ "الرجل الفظيع"، وتمنى لو يرمي بكتاب الله العزيز في القمامة، على حد ما ورد في بعض التصريحات الكثيرة المسيئة التي تبرز أحقاد هذا السياسي الهولندي تجاه الإسلام والمسلمين.

وكان فيلدرز قد طالب بإصدار قرار حكومي بحظر القرآن الكريم ومصادرة تداوله أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية. وقال "إن هذا الكتاب (المصحف الشريف) كان يجب حظر تداوله أو ترويجه في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنه كتاب فاشي ذو تعاليم فاشية".

وتمادى فيلدرز في تطرفه قائلا "يجب منع تداول القرآن أو قراءته في المساجد والمنازل، ومن يضبط بحوزته القرآن يجب أن تتم معاقبته، فمصادرته ستكون علامة وإشارة هولندية لرفض العنف بين المسلمين".

ردود الافعال على تصريحات فيلدرز



أثارت تصريحات فيلدرز عاصفة احتجاجات من مسلمي هولندا، فقد طالب المجلس الإسلامي في هولندا الذي يضم أكثر من 40 مؤسسة إسلامية، فيلدرز بإجراء حوار مع أعضاء المجلس حول الإسلام، لإزالة المخاوف منه وتوضيح الشريعة على حقيقتها.

ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن بيان المجلس قوله "قد نتفهم تخوف المنتمين لحزب الحرية من الإسلام لعدم وضوحه أمامهم، ولكن لا يجب على فيلدرز مؤاخذة القرآن بما ترتكبه قلة من العنف ولا يجب اعتباره يدعو للعنف"، مشيرا إلى أنه سبق وأن دعا المجلس الإسلامي والمؤسسات الإسلامية فيلدرز للحوار وتوضيح الرؤيا حول الإسلام، لكنه لم يستجب لهذه الدعوات.

كما ندد أئمة المساجد في هولندا بتصريحات فيلدرز، واعتبروها غير مسؤولة ولا تمثل الحكومة أو الشعب الهولندي، وبادر الأئمة بمطالبة المسلمين بالتروي والهدوء، وإثبات رغبتهم في التعايش السلمي على الأراضي الهولندية.

إلى ذلك، رفض 75% من الهولنديين مطلب فيلدرز بحظر القرآن في الأراضي الهولندية ومصادرة نسخ المصحف ومعاقبة من يتداولها، وقالوا في استطلاع للرأي أجرته إذاعة هولندا، وأذيعت نتائجه أمس إنه ليس من حق فيلدرز المطالبة بذلك أو نشر هذا الرأى بالإعلام الهولندي.

ولم يدعم مطلب فيلدرز وتوجهاته المعادية للإسلام سوى 19 % فقط، فيما طالب 31% ممن أجري عليهم استطلاع الرأي، الصحف والإعلام بعدم نشر مثل هذه المطالب مجددا. كما طالب 29% من الهولنديين في الاستطلاع بضرورة تتبع أو ملاحقة فيلدرز قانونيا، لأن ما قاله يعد نشرا للكراهية والعداء داخل المجتمع الهولندي.

No comments: